مسير أم مخير

أول مرة اتناقشت فى الموضوع ده كنت فى إعدادى. صحبتى كانت مقتنة إن الإنسان مسير وحاولت أقنعها أن مش ينفع يكون الإنسان مسير وفيه حساب ومدرس العربى كان معانا فى المناقشة وكان مقتنع بكلامى. فضلت فترة بفكر فى الموضوع ده. مصادفة حادث ما أو موقف مش بيكون اختيارى لكن أنا اللى بختار اذاكر وفى نفس الوقت مش بأيدي انى انجح أو أفشل حتى مع الاجتهاد. دايما فى بالى أن الإنسان مسير ومخير بس هو جزءين لا يتجزءوا؛ هى تركيبة متكاملة بتحصل كلها مع بعضها, بس أزاى؟!! مفيش حاجة بتحصل للإنسان أو فى الكون كله اعتباطاً “وكل شىء خلقناه بقدر”؛ إذن لازم يكون فيه صيغة تربط العنصرين فى قالب واحد . ليه ربنا بيختار لينا اتجاه معين؛ أكون عايزة انجح فاسقط أكون عايز الغنى ألاقى نفسى فقيره وأحب حد ومقدرش أكون معاه؟!! بعد طرح سؤال على حد اعرفه نصحني أقرى كتاب “حوار مع صديقى الملحد” -وهو بالمناسبة من امتع ما قرئت لمصطفى محمود. مصطفى محمود مؤمن أن الإنسان مخير؛ الأول مش استوعبت الفكرة  لكن تذيله لكلامه فإن الإنسان مسير فيما اختاره كان المفتاح .

كنت بتكلم مع صحابى عن الارتباط وسنينه وهل هو اختيار أو نصيب (بالمناسبة اكتشفت إن البنات لما بيجلها ابن الحلال مش بكون ليهم موضوع غير ده لدرجة انى بحس انى محتاجة اغير الفريق واخليه كله رجالة). وقت كلمنا اتبلور المفهوم فى بالى بتذيل مصطفى محمود “الإنسان مسير لما اختاره” بس ازاى ؟!! يعنى زى تاكسى بتخذه وتقوله على المكان اللى انتى عايز تروحه وهو عارف الطرق هى نفس الفكرة: أنا بختار بس مفهومي ضيق للحياه  ورؤيتى محدوده ومش أنا المتحكمة  فى كل ما فى الكون ولا أعلم الغيب  بس ربنا عنده كل ده فهو بيوصلك للمكان اللى بتختاره بس بمعرفته (ولله المثل الأعلى). إذا فى نيتك الصحبه الصالحة هتلاقى قدامك ناس من نفس الشاكلة اللى بتسعى ليها، لو عايز تدخل الجنة ربنا بيحط قدامك طريق لمساعدة الناس وعمل الخير أو لو عايز زوج  وذرية صالحين برضوا هتلقيهم قدامك. وفى الأخر نيه الإنسان هى اللى بتوصله. ده حتى الرسول الكريم قال :  –  إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم

يعنى انوى أنت بس وعلى قد نيتك هتلاقى.

اللهم أصلح نوايانا وارزقنا حلالاً طيباً

One thought on “مسير أم مخير

  1. الإنسان مُخير فيما يعلم
    مُسير فيما لا يعلم
    هذا الرأي هو الأقرب لنفسي
    شُكرًا لكِ

Leave a comment