اليقينية

امبارح كنت بتكلم انا وصحبتي  في موضوع . اتكمنا كتير اوي . ابتدي الموضوع بأنها حكتلي موقف حصل ليها مع ناس تعرفهم. كانت فكراهم بصورة معينه وطلعوا حاجه تانيه خالص لدرجه انها مكنتش مصدقه اللي شفته وسمعته. زي ما تقولوا كانت عارفه ناس تانيه غيرهم مثلا . المهم اني كنت بفكر مع نفسي هو ممكن يكون الانسان عايش في حلم وهو مش مدرك . قعدنا نتناقش مع بعض علي ” اليقينيه” -ده مسمايا الخاص للي كنا بنحكي عليه بغض النظر عن انه ممكن يكون ليه شبيه في علم الفلسفه اللي مليش فيها اوي . أفتكرت ان اليوم اللي قابلها كنت بتكلم مع خالو عن ناس هو بيشفهم انهم حنينين جدا للدرجه اللي خلته يقولي انه في لحظات كان بيبقي عايز يرمي نفسه في حضنهم ويبكي . الحقيقه اني عشت مع الناس اللي كان خالو بتكلم معايا عليهم فتره طويله اوي وشفت فيهم اللي يخليني  مقلش نفس كلامه بالضبط!! المهم اني  كمان لما كنت بتفرج ف التلفزيون ع المسلسلات والافلام كنت بلاقي الواحد يبقي عايش مع اللي حوليه سنين وبعدين يلاقي نفسه فجأه مخدوع فيهم . وقت كلامي مع صحبتي , أفتكرت اني كنت اتكلمت مع اصدقائي في الجامعه في حاجه من النوع ده برده وواحده منهم قالتلي انها فكره فلسفيه كانت درستها قبل .

يااااااه ده موضوع التفكير في عدم يقينيه اي شيء في الحياه ده صعب اوي . قولت لصحبتي تخيلي اني وانا قاعده معاكي ده الوقت مش عارفه انا في حقيقه ولا في حلم…  هو الواحد وهو بيحلم بيكون عارف انه بيحلم!!! ده انا كمان مقدرش ايقن هو الناس اللي بتعامل معاها ده كويسه ولا وحشه ولو أعتقدت انهم كويسيين ايه اللي يخليني ميقنه من حاجه كده ما يمكن انا شايفه الصوره بالمقلوب , او مثلا اكون ماشيه في حياتي غلط – ناس كتير اعترفوا ان بعد ما عمرهم عدي انهم مكنوش فهمين الحياه صح ومكتشفوش ده غير متأخر جدا. يعني مثلا عندكم انا شخصيه غريبه جدا كل يوم الاقي ناس بتقول عن شخصيتي شيء وتاني يوم الاقي ناس تانيه تقول المناقض ليه تماما .قريت في كتاب اسمه “ اشهر المحاكمات في التاريخ “ ان جاليلو كان  بيجاهد المجتمع كله  علشان يدافع عن نظرية كوبرنيكوس اللي كانت بقول ان الارض ليست بمركز الكون ولا ان الشمس بدور حوليها ولا حاجه. اتهموه وقتها بالالحاد والجنون وحبسوه . ده لانه كان بيدمر معتقدات كنسيه  تعتبر من المسلمات وقتها.

المهم ان بعد المناقشة الكبيرة ده أدرك فعلا نعمه ربنا عليا اني وجدني في الكون مسلمه وموحده. ايوه اصل كده فممكن الاقي ارض صلبه احط رجلي عليها. فيه عندي ثوابت واقدر امشي عليها . يعني عندي مسلمات  وجود ربنا والموت والحياه وكل اللي ربنا سبحانه ذكره في القرآن الكريم. هو قالي ان الاعمال بالنيات يعني مادام النيه سليمه يبقي اكيد النتيجه سليمه والطريق صح حتي لو معنديش العلم الكافي اللي يساعدني اني احقق اللي انا عايزاه . يعني مثلا لو فكرت اعمل مشروع نيتي فيه كانت ابتغاء وجه الله الكريم , اعمل حاجه انفع بيها ديني وبلدي واهلي او حتي نفسي . ممكن ميكنش عندي الادوات الكافيه في البدايه لانجاح المشروع بس انا ع ثقه في النجاح ما دام عزمت النيه وتوكلت ع الله كل شيء هيكون تمام حتي لو بدي عكس كده في بعض الوقت. مره واحده صحبتي حكتلي ع ان اخوها كان نفسه يدخل كليه الطب . باباه مش موافق واصر ع انه يدخل علمي رياضه. الولد فضل فتره طويله معتقد ان باباه العائق الاساسي في تحقيق حلمه . ع حد روايه صدقتي ان باباه اصر ع كده لانه كان عارف عن ابنه انه لعبي ومش هيجيب المجموع اللي يوصله للطب . ده الوقت الولد بقي مهندس كبير وبيشتغل في دوله عربيه وبقي ناجح وهو اللي بيرعي اسرته. بعد شويه من تخرجه من الهندسه باباه توفي وكان بيقول لاختوه تصوري اني لو كنت دخلت الطب مكنتش هعرف اكمل  لان بابا هيكون توفي وانا لسه في الكليه والظروف مش كانت هتبقي مضبوطه علشان يعرف يكون مستقبله – انتم اكيد متخيلين المصاريف اللي ممكن يتكلفها الواحد علشان يطلع دكتور محترم.  سبحان الله !! انا اكيد معرفش نيه الولد ايه بالضبط بس ربنا عارف وعلشان كده وجهه لكده. علشان برده يحققله نيته أوهدفه – ما دام حلال – اللي كان بيحلمه بس بالطريقه المناسبه لظروفه.

عندهم حق  الفلاسفه يتجننوا

” الحمد لله علي نعمه الاسلام وكفي بها نعمه “

Leave a comment